بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين إمام الأنبياء حبيب الصحابة أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد إخوتي أخواتي ،:

       أضع بين أيديكم الآن مشاركة تحت عنوان " لن تدوم لك الحياة " ومن منطلق هذا العنوان هناك قصص كثيرة تحدث لنا جميعا وقد مرت معك وربما ستمر عليك يوما ما أو ربما حتى أنك نسيتها ، لكن اليوم سأذكر نفسي وأذكِرك بها حتى تفهم بأنها " لن تدوم لك الحياة " .

• لن تدوم لك الحياة
• لن يدوم لك مالك أو جاهك أو عائلتك
• لن تدوم لك فيلاتك وسياراتك الفخمة
• لن تدوم لك وظيفتك
• لن يدوم لك كرسيك

إقرأ أيضا : تابع موقعنا الاسلامي والديني فقط

       مهما كنت ومهما ستكون ، فمن واجب كل مسلم منا الإحترام وتقدير الآخرين بأي وسيلة ومساعدتهم والوقوف إلى جنبهم وفي كل مكان وزمان ، فمن غير المعقول أن تتجبر وتتكبر وتتسلط و أنت مجرد شهية لدودة تنتظرك في قبرك فانت وأنا وجميعنا سنصبح من تعداد المنسيين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

       نعم " لن تدوم لك الحياة " لأنها لو كانت تدوم لادامت للراحلين عنا وللسابقين وحتى الذين سبقونا بالإيمان ، أولم تنظر إلى ماصاروا إليه اليوم ؟ أوليس لك عقل تتدبر وتتفكر وتتمعن في خلق الله حولك ؟ هناك الضعيف هناك الفقير هناك من له أعذار كثيرة هناك من له أسرة يُعيلها هناك من له اطفال ينتظرونها وينتظرون عودته فهناك من له امور خاصة لا يبوح بها ... إلخ .

       لذلك من غير المعقول أنك تنسى هذه الأمور وتعتقد أنك ستبقى على قيد الحياة أو تتفكر بأنك ستخلد في هذه الأرض، فهذا ضرب من الخيال أو ربما خُيل لك ذلك ، فلنتمعن في قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم :

• قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}. سورة الأنبياء ، آية:34
• ﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ [القيامة: 26 - 30]
• ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]
• ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2]

إقرأ أيضا : قسم تحميل مجلات صحراوي منير

ختاما حتى لا اُطيل عليكم ولا تملوا من مشاركتي وقلمي هذا أو موضوعنا اليوم ، تأمل جيدا قبل غرورك وفبل غطرستك وقبل جبروتك وقبل موتك وقبل رحيلك الأبدي ، تفكر وتمعن بأن لا شيء سيدوم ولا أحد يخلد مهما كان ومهما سيكون فالخلود لله سبحانه وتعالى ، وكما أخبرتكم سابقا بوجوب التفكر في الموت والتدبر في هذا المخلوق " الموت " الذي سيفتك بك يوما ويقال عنك يوما ما - مُستراح منه - أو - رحمه الله - ، فتأمل أخي الحبيب قبل الفراق وقبل المنية وقبل حدوث هذه اللحظة " لن تدوم لك الحياة " .

صحراوي منير

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.